Menu

الكارثة الصحية  أو  القبول بالشروط الإسرائيلية   

حلمي موسى

الهدف الإخبارية

وتستمر المجزرة وبشدة متزايدة في كل أنحاء القطاع. فالجيش الاسرائيلي بتعليمات سياسية يزيد ما يسميه المنطقة الامنية العازلة ويقتطع المزيد من الاراضي في القطاع لصالح هذه المنطقة. وبعد ان عمد الى اخلاء اغلب مساحات شمال غزة في بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا من سكانها وسع حدود المنطقة العازلة الشرقية من بيت حانون الى رفح مرورا باحياء غزة الشرقية كالتفاح والشجاعية والزيتون وكذلك البريج والمغازي وشرقي دير البلح وخانيونس. ولم تكتف بذلك بل عادت الى نظرية احتلال محاور الفصل والبتر. وبعد محوى مفلاسيم لفصل شمال غزة عن مدينة غزة اعلنت مؤخرا عن اكتمال احتلال محور موراج الذي يفصل بشكل تام بين خانيونس ورفح. وكانت القوات الاسرائيلية قد اعادت احتلال محور نيتساريم الذي يفصل شمال القطاع عن جنوبه. وبحسب الإعلانات الاسرائيلية  تم احتلال ما يقرب من  ٤٠% من اراضي القطاع. والاحتلال هنا يعني ايضا اخلاء السكان. كما ان احتلال هذه النسبة لا يعني ان السكان يعيشون في ال ٦٠% الباقية. اذ تفرض إسرائيل على جوار المنطقة العازلة مناطق موت تمنع فيها اي حركة وتطلق النار قتلا على كل من يتحرك فيها. 
وعملية حشر السكان في اضيق منطقة جزء من مخطط احالة القطاع الى ارض لا تصلح للعيش. ويحاول طوال الوقت الاعلان عن ان هذه التحركات  جزء من تنفيذ مشروع الرئيس ترامب لتهجير سكان غزة.
والواقع ان الضغط العسكري والحصار المتزايد واغلاق المعابر ورفض ادخال المساعدات الانسانية ضمن خطة التجويع والتعطيش هي ايضا محاولة لدفع حماس للقبول باشتراطات اسرائيل لتبادل الاسرى. 
ولم تكتف اسراىيل بذلك غالى جانب القصف الذي يستهدف كل مكان فأن ما جرى ليلة أمس من قصف المستشفى المعمداني في مدينة غزة. فقد طلب في منتصف ليلة امس اخلاء المستشفى على وجه السرعة. واجبر المرضى والطواقم الطبية على ترك المستشفى ودمر مبنى رئيسي يشمل قسمي الطوارئ والمختبر العام. وقد اخرج الاحتلال المستشفى المعمداني عن الخدمة بهذه الضربة. وهذه ليست المرة الاولى التي يقصف فيها المستشفى المعمداني حيث وقعت فيه واحدة من اكبر المجازر في هذه الحرب.
وكان الاحتلال قد قصف الاسبوع الفائت مستشفى ناصر في خانيونس ضمن خطته لضرب المؤسسات الصحية. 
يذكر ان منظمة الصحة العالمية اعلنت أمس: 

"إسرائيل" منعت بعثتين تابعتين لنا من الوصول إلى مستشفيي الأهلي والإندونيسي في شمال غزة

مستشفيات غزة بحاجة ماسة للمساعدة، خاصة وأن الإمدادات الطبية في انخفاض، ما يهدد بانهيار المرافق الصحية

إذا لم يتم تجديد المخزونات الطبية في غزة، فإن الكارثة الصحية ستتفاقم وستتسبب في فقدان المزيد من الأرواح.